عاجل: استبعاد الهلال من برنامج الاستقطاب والدعم وصندوق الاستثمارات يلوح بالكرت الأحمر

استبعاد الهلال من برنامج الاستقطاب والدعم وصندوق الاستثمارات يلوح بالكرت الأحمر
  • آخر تحديث

أثار انسحاب نادي الهلال السعودي من بطولة كأس السوبر المقرر إقامتها في هونغ كونغ بين 19 و23 أغسطس، موجة جدل واسعة حول تبعات هذا القرار قانوني وتنظيمي، خاصة في ظل ما تنص عليه المادة 59 من لائحة الانضباط والأخلاق، والتي تؤكد على حرمان الفريق الممتنع عن اللعب من المبالغ المالية المخصصة للدرجة التي ينتمي إليها.

استبعاد الهلال من برنامج الاستقطاب والدعم وصندوق الاستثمارات يلوح بالكرت الأحمر 

ومع إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميا تلقي اعتذار الهلال، باشرت اللجان المختصة في الاتحاد اتخاذ الإجراءات النظامية، مؤكدين أنهم سيتعاملون مع الواقعة وفق اللائحة التنظيمية الخاصة بالبطولة، كما جاء في البيان الرسمي الذي شدد على الالتزام الكامل بالأنظمة وحماية حقوق كافة الأطراف المعنية.

رأي قانوني

في تحليل قانوني دقيق، أوضح المستشار القانوني أحمد الأمير أن انسحاب الهلال لا يعد مجرد قرار داخلي للنادي، بل هو إخلال باللوائح، مما يفتح الباب أمام عقوبات صارمة قد تفرض على الفريق، ووفقا للوائح الاتحاد، فإن الفريق المنسحب قد:

  • يحرم من المشاركة في بطولة كأس السوبر لمدة موسمين.
  • يغرم ماليا بما قد يصل إلى 500 ألف ريال سعودي.

المستشار الأمير أكد أن تلك العقوبات تطبق بشكل موحّد على جميع الأندية دون تمييز، حفاظًا على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، مضيف أن أي انسحاب يرفع مباشرة إلى لجنة الانضباط لاتخاذ ما تراه مناسب من إجراءات وفق ما هو منصوص عليه.

تفاصيل البطولة

كان من المقرر أن يلتقي الهلال مع القادسية في نصف النهائي الثاني بتاريخ 20 أغسطس، بينما يقام النصف النهائي الأول بين الاتحاد والنصر في 19 من الشهر ذاته، على أن تُختتم البطولة بالمباراة النهائية في 23 أغسطس.

وبالتالي، فإن انسحاب الهلال لا يؤثر فقط على وضعه التنظيمي، بل يربك أيضا الجدول الفني للبطولة، ويلزم اللجنة المنظمة بإعادة ترتيب المباريات وجدولها الزمني، ما يبرز حساسية وخطورة قرار الانسحاب في مثل هذه البطولات الرسمية.

العقوبات الانضباطية المحتملة على نادي الهلال

وفق ما تنص عليه لوائح لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن الانسحاب من بطولة رسمية مثل كأس السوبر يترتب عليه ثلاث عقوبات أساسية، وهي:

  • غرامة مالية كبيرة
    • يفرض على الفريق المنسحب غرامة مالية تبلغ 500 ألف ريال سعودي.
    • تهدف هذه الغرامة إلى الردع وحماية جدية المنافسات ومنع التهاون في البطولات الرسمية.
  • خسارة المباراة إجباري
    • يعتبر الفريق المنسحب خاسر للمباراة، ويسجل الفوز لصالح الفريق المنافس الذي كان من المفترض مواجهته.
  • الإقصاء من البطولة
    • يقصى الفريق رسميا من البطولة بمجرد انسحابه، ويحرم من استكمال المشاركة حتى في حال تبدل الظروف أو ندم الفريق على قراره لاحقا.

العقوبات التنظيمية المحتملة من لجنة المسابقات

بعيد عن الشق الانضباطي، فإن لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي قد تفرض أيضا عقوبات تنظيمية مكملة، منها:

  • غرامة إضافية غير محددة
    • تملك اللجنة صلاحية فرض غرامات مالية إضافية غير مقيدة بسقف معين.
    • تحدد قيمة الغرامة بحسب ما تراه اللجنة ملائم لطبيعة المخالفة وتأثيرها على تنظيم البطولة.
  • الإبعاد من المشاركة لموسمين
    • يمكن حرمان الهلال من المشاركة في بطولة كأس السوبر لمدة موسمين متتاليين، وهو ما يعد ضربة فنية وتسويقية قاسية لأي نادٍ كبير.

مصير الهلال في برامج الاستقطاب والدعم المالي

هنا يبرز السؤال الجوهري: هل يحرم الهلال من برامج الاستقطاب والدعم المالي؟

الإجابة تكمن في المادة 59 من لائحة الانضباط والأخلاق، التي تنص بوضوح على حرمان أي نادي يمتنع عن لعب مباراة من جميع المبالغ المالية المخصصة للفئة التي ينتمي إليها، وبما أن الهلال ينشط في الدرجة الأعلى، فإن حرمانه سيمتد إلى:

  • برامج الدعم المالي المرتبطة بالمشاركة في البطولات.
  • برامج الاستقطاب الفني التي تمول من الاتحاد أو الجهات الراعية.
  • أي حوافز مالية إضافية تعتمد على الأداء والمشاركة في المسابقات المحلية والخارجية.

موقف الاتحاد السعودي

أكد الاتحاد السعودي لكرة القدم في بيانه أنه سيتعامل مع انسحاب الهلال بشكل صارم، عبر تطبيق الأنظمة بكل عدالة وشفافية، مضيف أنه سيتابع تنفيذ اللائحة التنظيمية بعد انتهاء الإجراءات القانونية.

وهذا يظهر التزام الاتحاد بـ:

  • حماية هيبة البطولات الرسمية.
  • تحقيق العدالة بين الأندية.
  • فرض الانضباط والاحترام للقرارات المعتمدة من اللجان المختصة.

الهلال أمام اختبار قانوني وتنظيمي

قرار نادي الهلال بالانسحاب من بطولة السوبر لم يكن مجرد خيار فني، بل هو الآن قضية قانونية وتنظيمية مفتوحة أمام اللجان المختصة، والتي تملك الصلاحيات الكاملة في فرض العقوبات وتقييد الامتيازات التي يحصل عليها أي نادي مشارك.

وفي ظل وضوح النصوص القانونية، فإن الهلال ملزم بتحمل التبعات المحتملة لقراره، سواء من ناحية العقوبات المباشرة أو من ناحية التأثير على مستقبله التنافسي والدعمي، ليبقى الدرس واضح أمام كل الأندية: الالتزام باللوائح ليس اختيار، بل ضرورة تحمي العدالة وتضمن النزاهة في المنافسات الرياضية.