تحولت مشعر منى في السنوات الأخيرة إلى نموذج متطور يعكس مزيج فريد من الروحانية والتكنولوجيا، في مشهد يليق بمكانتها كمحطة رئيسية في رحلة الحجاج الإيمانية.
السعودية تعلن عن استبدال الخيام الموجودة في منى وتطلق نظام سكن جديد بخدمات فندقية
لم تعد منى مجرد موقع مؤقت للعبور بين الشعائر، بل أصبحت نموذج حضاري متقدم لما يمكن أن تكون عليه مدن الإيواء الموسمي في العالم، حيث تخضع لتحديثات شاملة طالت كل تفاصيل الحياة والخدمة فيها، بروح تتناغم مع رؤية المملكة 2030.
عاجل: طيران الرياض يصدم الجميع بهذا القرار حول المشروبات التي ستقدم على الرحلات الجوية المتجهة للمملكة
ميتروفيتش يحسم قراره حول الانتقال من الهلال بعد تلقيه عرض مغري من هذا النادي
الاحصاء تكشف عن رقم صادم حول زيادة الوزن بين السعوديات وعدد السعوديات اللاتي يعانين من زيادة الوزن
السعودية: الكشف عن شركة طيران داخلي جديدة تهدد سيطرة ناس وديل والخطوط الجوية السعودية على الطيران الداخلي في المملكة بأسعار اقتصادية منافسة
من الخيمة التقليدية إلى المخيم الذكي
كان الحجاج ولسنوات طويلة يقيمون في خيام بيضاء تقليدية، تؤدي الغرض الأساسي من الإيواء المؤقت، لكنها كانت تفتقر إلى التجهيزات المتكاملة.
اليوم، تغير المشهد جذريا، فقد تم اعتماد مفهوم "المخيم الذكي" في منى، حيث أصبحت الخيمة نقطة اتصال تقنية، تتكامل مع شبكات متطورة للإرشاد، والتموين، والرعاية الصحية، وخدمات الطوارئ.
الخيمة في منى الجديدة لم تعد مجرد غطاء قماشي، بل أصبحت بنية هندسية مرنة، قابلة لإعادة الاستخدام، مدعومة بأنظمة استشعار، وتكييف مركزي، وإنذار مبكر، وإضاءة ذكية.
هذه التطورات تمكن من توفير بيئة آمنة ومريحة ومتصلة بشكل لحظي بمراكز التحكم والخدمة.
"كدانة" تقود التحول
لعبت شركة "كدانة" للتنمية والتطوير، بصفتها المطور الرئيسي للمشاعر المقدسة، دور محوري في هذا التحول.
وخلال مشاركتها في مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2025، أوضحت الشركة أن مفهوم المخيمات الذكية جاء استجابة مباشرة لتحديات الإيواء الموسمي، مع التركيز على الاستدامة، والمرونة، والكفاءة التشغيلية.
وقد شملت التحديثات إدخال أنظمة توزيع طاقة محسنة، تقنيات تهوية وتكييف متقدمة، وتخطيط ديناميكي لتوزيع الكتل السكنية والخدمية بما يتناسب مع حركة الحشود وتغير أعدادها الموسمية، مع الحفاظ على جودة المعيشة داخل كل مخيم.
انقلاب حاد في طقس الرياض وجدة والدمام بداية من اليوم والسعودية تودع الصيف في هذا التاريخ
الموارد البشرية تحدد مدة إجازة اليوم الوطني السعودي 95 للقطاع العام والخاص والمدارس
من اليوم السفر بين جدة والدمام تحول لنزهة لا تستغرق أكثر من عدة ساعات
صندوق الاستثمارات يكشف عن حصة السعودية في أكبر الشركات الامريكية
فلسفة إيواء جديدة
ما يميز المخيمات الجديدة ليس فقط الشكل أو التجهيزات، بل فلسفة متكاملة في تصميم تجربة الحاج. فقد تم تجهيز كل خيمة بنظام بيانات مركزي يمكن من خلاله تحديد موقع الحاج، متابعة حالته الصحية، وتوجيهه لحظة بلحظة.
وفي الحالات الطارئة، يمكن تقديم الدعم الطبي الفوري عبر فرق إسعاف ميدانية متصلة شبكيًا مع مراكز التحكم، كما يتم مراقبة كثافة الخيام وسلوك الحشود لضمان انسيابية الحركة وتفادي أي اختناقات بشرية.
تقنيات ذكية ترسم ملامح المخيمات الحديثة
تشمل المخيمات الجديدة أنظمة إنارة ذكية تتفاعل مع الإشغال، وأرضيات عازلة للحرارة والرطوبة، ومراكز صيانة تعمل على مدار الساعة.
وبحسب ما نشر فإن هذه التقنيات ساهمت في رفع جودة الحياة داخل منى إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعلها أقرب إلى نموذج "الفندق الميداني المتكامل" منه إلى مخيم مؤقت.
شهادة عالمية
لم تتوقف الإشادة عند الإعلام المحلي فقط، بل وصف تقرير صادر عن "Travel and Tour World" تجربة الحج المعاصرة بأنها "ثورة خدمية متكاملة"، جعلت من مشعر منى أحد أكثر نماذج الإيواء الذكية تطور على مستوى العالم.
وأشار التقرير إلى أن التكامل بين البنية التحتية، وإدارة الحشود، والتقنيات الذكية، خلق نموذج فريد قلما يوجد في أماكن الإيواء الموسمية في أي مكان آخر بالعالم.
منى ليست مجرد معبر بين الشعائر بل رمز لرؤية متكاملة
لم تعد منى في ظل هذه التغييرات مجرد محطة بين عرفات والمزدلفة، بل أصبحت رمز وطني لرؤية شمولية وضعت راحة الحاج في صميم أولوياتها.
ومع الاستمرار في رعاية وتطوير المشاعر المقدسة، تجسد منى اليوم وجه جديد من وجوه السعودية الحديثة، حيث يجتمع فيها التنظيم، والرؤية، والرحمة.
وفي هذا الحيز الإيماني الذكي، تنام القلوب مطمئنة، وتتحرك الأقدام على أرض أعدت بحب وإخلاص، لترحب بضيوف الرحمن، في تجربة لا تنسى، تقودها رؤية ترتكز على الخدمة والبذل والكرامة.