في خطوة استراتيجية تحمل أبعاد اقتصادية وصناعية بعيدة المدى، شهدت المملكة العربية السعودية انطلاق مرحلة جديدة في مسيرة تطوير قطاع السيارات.
هيونداي الكورية تعلن عن خبر هام سيخفض أسعار سياراتها في السعودية
وذلك من خلال وضع حجر الأساس لأول منشأة صناعية تابعة لشركة "هيونداي الشرق الأوسط لصناعة المحركات"، المشروع المشترك الذي يجمع بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة هيونداي موتور العالمية، داخل مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات الواقع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
المرور السعودي يحسم الجدل حول مناطق عبور المشاة وحقيقة عدم تحميل السائق للمسؤولية في حالات جديدة
ثلاث عيوب أساسية في تويوتا كامري 2026 وهل تصل السعودية لتجربتها؟
بشرى سارة من الكهرباء السعودية للمشتركين الذين عليهم فواتير كبيرة بسبب المكيفات في الصيف
الجوازات السعودية تعلن شروط إصدار تأشيرة الخروج النهائي وتوضح موانع الإصدار
مشروع استراتيجي لتأسيس أول مصنع من نوعه في المملكة
يعد هذا المصنع علامة فارقة في مشهد الصناعة الوطنية، إذ يمثل أول حضور فعلي لشركة هيونداي كمصنع مباشر للسيارات في منطقة الشرق الأوسط، وليس كمجرد موزع أو شريك تجاري.
ويأتي هذا التوجه في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة لتحويل قطاع الصناعات التحويلية إلى ركيزة رئيسية في التنويع الاقتصادي.
الطاقة الإنتاجية للمصنع والتقنيات المستخدمة
من المتوقع أن تبدأ عمليات الإنتاج الفعلي في نهاية عام 2026، حيث يهدف المصنع إلى إنتاج ما يصل إلى 50 ألف سيارة سنويا، تشمل السيارات ذات محركات الوقود التقليدي إلى جانب السيارات الكهربائية الحديثة، وهو ما يعكس التوجه نحو المزيج التقني المتوازن بين الحاضر والمستقبل في عالم السيارات.
هيكل الملكية ونسبة المشاركة بين الطرفين
يعكس توزيع الملكية داخل هذا المشروع مدى التزام المملكة بقيادة دفة الاستثمار الاستراتيجي، حيث يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 70% من رأس مال المشروع، في حين تمتلك شركة هيونداي 30%. هذا الهيكل يعزز السيادة الصناعية مع الاستفادة من الخبرة التقنية والابتكار العالمي.
دعم التوطين ونقل التقنية وتوفير الوظائف النوعية
في تصريح رسمي، أكد يزيد الحميد، نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، أن المشروع يمثل خطوة محورية على طريق دعم وتنمية قطاع صناعة السيارات المحلي، موضح أن الأهداف تتضمن:
- توفير فرص عمل جديدة ومميزة للمواطنين.
- نقل المعرفة والتقنية المتقدمة إلى الداخل السعودي.
- تعزيز المهارات الفنية والتقنية للكوادر المحلية.
- خلق بيئة تصنيع مستدامة تدعم التنمية الاقتصادية الشاملة.
شراكة طويلة الأمد ترتكز على رؤية صناعية واضحة
من جانبهم، شدد مسؤولو شركة هيونداي على أن المشروع لا يمثل صفقة مؤقتة أو محدودة، بل هو نواة لشراكة استراتيجية طويلة الأمد، تهدف إلى:
- بناء منشأة إنتاجية عصرية متكاملة بمقاييس عالمية.
- تطوير برامج تدريب مهنية للكفاءات السعودية.
- دعم رؤية المملكة 2030 في تقليل الاعتماد على النفط وتنمية الصناعات المحلية.
مساهمة المصنع في ترسيخ المملكة كمركز صناعي إقليمي
لا يقتصر أثر المشروع على الإنتاج المحلي فقط، بل يمتد إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز صناعي إقليمي متطور لصناعة السيارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المتوقع أن يكون لهذا المصنع دور محوري في:
اشتراطات سعودية جديدة لدخول المستثمرين للأسواق المالية في المملكة ومصادر تكشف سبب التغيير الكبير في الموقف من الاستمارات الاجنبية في السعودية
كم يومًا تبقى على بدء العام الدراسي 1447/1448 هـ في الرياض وجدة ومكة والدمام وتبوك؟
الجمعة يوم دوام بساعات مخفضة والدوام أربعة أيام في السعودية والموارد البشرية تحسم الجدل حول القرار
حساب المواطن يحذر من خمسة أخطاء قد تسقط الأهلية ويكشف طريقة تصحيحها
- تطوير سلاسل الإمداد المحلية المرتبطة بقطاع السيارات.
- تشجيع قيام صناعات داعمة مثل قطع الغيار والمكونات الإلكترونية.
- جذب الاستثمارات الأجنبية الأخرى في ذات القطاع.
نحو مستقبل صناعي واعد بقيادة سعودية ورؤية عالمية
يمثل تأسيس هذا المصنع بداية تحول جوهري في المشهد الصناعي بالمملكة، ويأتي كترجمة فعلية لخطط التوسع الاقتصادي الطموحة، حيث تضع المملكة نفسها بقوة على خريطة صناعة السيارات العالمية، بالتعاون مع كبرى الشركات الدولية، مع الحفاظ على خصوصية الهوية الوطنية وتطوير الموارد البشرية.
إن هذا المشروع ليس فقط منشأة صناعية جديدة، بل هو عنوان لعهد صناعي جديد، يعكس التقاء الرؤية المحلية بالطموح العالمي، ويمهد الطريق أمام تحولات اقتصادية مستدامة تخدم الوطن والمواطن لعقود قادمة.